مسرحية الحرية تنتصر




تأليف :- يعقوب يوسف جبر الرفاعي


تعالج هذه الدراما قصة صراع مابين إرادتين ( إرادة أسمها الخير ) و ( إرادة اسمها الشر ) وقد تمت كتابة هذه المسرحية وفقَ حبكة تتوفر على مقومات تعقيد وتشابك صورة الحدث لأجل الوصول إلى قمة الصراع المحتدم ما بينَ ضدين ، لكن وحسب قوانين التأريخ سوفَ تنتصر إرادة الخير رغم اتساع دائرة التضحيات ومهما بلغَ الشر أقصى درجات الطيش .

الشخصيات
1- الصحفي : شخصية تمثل قوة الخير وتعبر عن فكر الشهداء ومنهم الشهيد باقر الصدر .
2- الرجل المصــلوب : شخصية تمثل مظلومية المنتمين إلى فكر الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره .
3 - الشخص الأول شخصية سلبية تحتاج إلى التغيير الثقافي .
4- حفار القبور :- شخصية سلبية هامشية غير واعية تحتاج إلى الإصلاح .
5 الأمير :- رجل مقنع يمثل رمزا من رموز الإرهاب والشر والخطيئة .
6- الإرهابي :- شخصية شريرة .
7- المجنـــون :- شخصية بريئة تمثل الضياع النفسي وينطبق هذه المعنى على بعض الأفراد من ضحايا النظام البائد وضحايا الإرهاب .



المشهد الأول

الصحفي :- جرايد 000 جرايد 000 مجلات 000 إقرأ إقرأ 000 آخر الأخبار أحدث الأنباء 000 جرائم جديدة 000 أخبار الساعة 000 الدماء تسيل من جديد 000 الدم العراقي مهدور 00 مهدور 00 الإنسان لا قيمة لهُ 00 إقرأ آخر المقالات والتحقيقات عن الموت المجاني000 بدون سبب بدون مبرر ... بالرغم من أن الموت قد يكون في بعض الحالات لسبب مشروع أقصد القصاص العادل الذي يمارسه الضحية بحق الجلاد ... يا جماعة الموت هذه الأيام أصبح بدون احتضار بدون معالجة 00 بدون تعب 00 الموت صار صناعة... مهنة مسلية وثقافة جديدة 00 ودين جديد 00 ومتعة لذيذة وفن مميز 00 والذي لا يفهم مفاهيم هذه الثقافة الجديدة فهو مغبون وبلا حظ وسوف تضيع جميع حقوقه وتذهب أدراج الرياح ... وقد يكون مصيره مجهولا ... وعلى أقل تقدير أتدرون ماذا سيكون مصيره ؟

الشخص الأول :- ماذا ؟ ماذا سيكون مصيره بالله عليك ؟

الصحفي :- سيكون ضحية بأسرع وقت 00 أسرع من الضوء .. وبصراحة أقول لكم عليكم أن تهيئوا أكفانكم ... أو يمكن الاستغناء عن الأكفان هذه الأيام ... فمن يدري قد يلاقي كل واحد منا مصيره دون كفن أو دون قبر ... لذلك أنا أنصحكم أن تعجلوا في كتابة وصاياكم ... فربما لا يتوفر الوقت الكافي لكم لكتابتها .

حفار القبور :- ماذا تقول أيها الصحفي ؟ نكتب وصايانا هل ُجننت ؟ ولكن ماذا عن أموالي وأرصدتي التي تملأ المصارف ...ماذا عن مزارعي وأملاكي ؟ ( يبكي ) ما هو مصيرها بالله عليك ؟ لقد تعبت كثيرا في دفن الموتى لكي أجمع الأموال هذا ليس انصافا .

الصحفي :- أنا أنصحك أن تهبها صدقة للفقراء والمحتاجين ... أو توزعها على أولادك فهم أولى بها أفهمت ؟
الشخص الأول :- ( يضحك ) حمدا لله أنني لا أملك شيئا لا أموالا منقولة أو غير منقولة ؟ فهل أنا من المشمولين بمصير الموت المجهول أو غير المجهول ؟

الصحفي :- إطمئن أنت من المشمولين أيضا ... الكل مشمول بهذه السنة وهذا القانون الحتمي ... كل منا سيأتيه الدور ... كلنا واقفون في طابور الموت ننتظر ساعته التي لا تتقدم ولا تتأخر ( إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ) صدق الله العظيم الذي قهر عباده بالموت .

الشخص الأول :- ( صارخا ) الموت الموت الموت ماذا تقول أيها الصحفي ! ما هذه الأفكار السوداء ؟

الصحفي :- هذه ليست أفكارا سوداء أيها الأحمق والجاهل ... بل هي الحقيقة واليقين الذي لا استثناء فيه ... إنه الموت الأكيد الذي لا تنفع معه كل الحيل والألاعيب .

الشخص الأول :- أسكت أيها الصحفي المجنون أسكت ... أتدري ماذا أعددت للموت ؟ وكيف سأتجنبه وأتخلص منه ؟
الصحفي : كيف ستتخلص منه ؟ وماهو الحل ؟
الشخص الأول :- الحل بسيط جدا ... سأشرب زجاجة من الخمر حتى الثمالة ... ثم أصاب بالسكر الشديد فأفقد الإحساس بالموت وكفى الله المؤمنين شر القتال ( يضحك )

الصحفي :- إذن ستموت ظامئا مطرودا من رحمة الله تلعنك الملائكة .
الشخص الأول :- ليس مهما المهم أنني سأموت مخمورا وكفى .
حفار القبور :- وأنا أتدرون يا أصدقائي كيف سأستقبل الموت ؟ سأستقبله بوجه عبوس سأقول له أغرب عن وجهي فأنا مازلت طفلا صغيرا لا فائدة من قبض روحي ( يضحك ويضحكون) أو أركض ... أنهزم ... أطلق ساقيي للريح ... سأعدو بعيدا ... بعيدا .

الصحفي :- حتى لو انهزمت بعيدا ... حتى لو ركضت سريعا ... ستصاب بالتعب الشديد ... ستشعر أن عضلاتك القوية قد ضعفت ... ستنهار وتسقط على وجهك ... وقد يتوقف قلبك عن النبض .. حينها سترى الموت بأم عينك ودون وسيط ... ستذهب إليه بإرادتك ... ستحفر قبرك بيدك مثلما حفرت قبور الآخرين ممن ماتوا من قبل .

حفار القبور :- ولكنني سأستعيد قواي الخائرة وأتحدى الموت سأصرخ بوجهه ليهرب مني أو يستسلم لقوتي وإرادتي ...أو سأستخدم معه لعبة الجودو اليابانية عله يتركني وشأني ... أو سأقوم بدفنه مثلما دفنت الكثير من الأموات .

الشخص الاول :- أنا أقترح عليك أن تلعب معه لعبة الملاكمة فربما ستوجه إليه لكمة قوية ستجعله يخاف منك ومن سخافتك ( يضحك ) كما أنني أقترح عليك أن تهرب إلى سطح بيتك فقد تسلم من الموت أسمع يامغفل الموت هو موت وسيظل كابوسا ولغزا محيرا ومشكلة بدون حل .
الصحفي :- لا لا الحل موجود نعم موجود .
الشخص الاول :- الحل موجود ( باستغراب ) وما هو أيها الصحفي ؟

الصحفي :- الحل هو مواجهة الظلم 00 الكفاح من أجل الحرية والكرامة 00 العمل الصالح عدم الاستسلام ... حتى لو أدى ذلك إلى الاستشهاد من أجل تطبيق هذه المبادئ .

الشخص الاول :- من أين لك هذه الأفكار أيها الصحفي من أين أتيت بهذه الأوهام ؟ ألا تخاف من نتيجة ذلك ؟ أتدري أن التمسك بهذه الأفكار سيكلفك ذلك حياتك ؟
الصحفي :- أنا أفتخر بالتضحية بكل ما أملك من أجل إقامة أسس العدل في هذا العالم ... لقد تعلمت التمسك بهذه القيم عندما قرأت سفر الشهداء ومنهم الذين قدموا أنفسهم قرابين لوجه الله عندما رأوا أن الأمة بحاجة إلى دم كدم الحسين ... فأدركت أن هنالك فرقا كبيرا بين يموت شهيدا في سبيل الله ومن يموت دون عنوان أو قضية مقدسة .

الشخص الاول:- (( يتعجب ويتمعن)):- وما هو الفرق أيها الصحفي ؟ فالموت هو موت مهما كان شكله وطعمه ومذاقه .

الصحفي :- على العكس مما تقول هنالك موت أبدي سلبي لا قيمة له ... وهنالك موت من أجل الحياة الحرة الكريمة 00 التي تعني التضحية الإيثار الاستشهاد الكفاح ... وهو أدب وثقافة الشهداء والصالحين .

حفار القبور :- (( باستهزاء)):- ما هذه الأفكار أيها الصحفي هل فقدت عقلك ؟ ... هل غسلوا دماغك ؟ هل أنت مجنون ؟

الصحفي :- المجنون أنت لأنك لا تعرف معنى الحياة ... تتصور أن الحياة لعب أو لهو أو صعود على أكتاف الآخرين أو غش أو خداع أو مجرد ملذات منقطعة ... منها ملأ البطون وجمع الأموال فقط ... أعتقد أنك لم تفكر يوما بالمعنى الحقيقي للحياة ... أو ربما لم يخطر ببالك التصور الحقيقي للحياة بسبب أميتك وجهلك الديني والثقافي والفلسفي
حفار القبور :- وما هو المعنى الحقيقي للحياة ؟
الصحفي :- الحياة هي أمانة بأعناقنا ومسؤولية تاريخية جسيمة ... الحياة هي الالتزام والعمل الصالح المتواصل وليس العبث والمجون والطيش وسرقة لقمة الآخرين 0

الشخص الاول:- كلا كلا أيها الصحفي معنى الحياة ليس كما تقول وتتوهم ؟ الحياة بمجملها فوضى ... عبث ... مجون ... الضحك على الآخرين ... الخداع لأنها حياة تنتهي يوما ما نهاية مجهولة سوداء فلا تستحق أن نكون فيها على قدر المسؤولية .

حفار القبور :- أنا أعتقد أن الحياة هي خيط من الدخان الزائل الذي يطارده المجانين علهم يمسكون به .

الصحفي :- كلا كلا أنت واهم ... الحياة ليس كما تقول ... الحياة هي الإرادة الحرة هي الحرية هي التكامل ... هي مرحلة للتنافس لتطبيق شرع الله وقيمه الفاضلة .

حفار القبور :- الحياة مجرد صراع بين القوي والضعيف ... فإن لم تكن ذئبا قويا أكلتك الذئاب .

الصحفي :- لكنني لا أرغب أن أكون ذئبا يعيش على دماء الآخرين .

حفار القبور :- ( باستخفاف ) وهل ترغب ان تكون حملا وديعا تنهش لحمك الذئاب ؟

الصحفي :- كلا كلا أنا لا أرغب أن أكون حملا ولا أرغب أن أكون ذئبا .

حفار القبور :- الويل لك حيرتنا بفلسفتك الفارغة قل لنا ماذا ترغب أن تكون ؟

الشخص الثالث :- أنا الإنسان الصالح الذي يعمل ليل نهار من أجل تأمين الحياة الطيبة لمن يستحقها من المؤمنين الطيبين .

حفار القبور :- لكنني أرى أن الحياة هي كما يلي : تسلية ... متعة ... ليالي حمراء ... خمر ... حسناوات من مختلف الأصناف .

الصحفي :- لكن هذه الحياة ليست هي الحياة النبيلة والمقدسة .

الشخص الاول :- ( بغضب ) أرجوك أيها الصحفي الحياة مثلما قال صديقي هي متعة وتسلية أو هي في أحسن الأحوال أو أسوءها ... ملأ البطون والضحك على الذقون( يضحكون )

الصحفي :- لا 00 هذه الحياة التي تقصدها هي الخطيئة 00 الهروب 00 الاستسلام 00 طاعة عمياء للشيطان 00 حب الذات ... الطريق إلى جهنم أو إلى العذاب أليم .
حفار القبور :- ما هذا أيها الصحفي من قال لك أن ثمة عذاب ينتظرنا ... لقد عشت سنينا طوالا في المقابر ... دفنت الكثير من الأموات بيدي هاتين ... لكنني لم أسمع ميتا مدفونا يصرخ من ألم العذاب ... ولم أر ميتا هرب بأكفانه منهزما من القبر ( يضحك )

الصحفي :- أنت مسكين 00 جاهل 00 ألا تدري أن الموت هو جسر إلى السعادة أو الشقاء 0

حفار القبور :- لكن الشاعر يقول ما جاءنا أحد يخبر أنه من مات كان بجنةٍ أو نار 0

الصحفي :- الحياة الآخرة حياة ما بعد الموت أكبر من حدود تفكيرنا وعقولنا ومخيلتنا وأوهامنا ... والذي لا يؤمن بها فهو لا يؤمن بالخالق و حكمته و قدرته المطلقة ... أما الأموات فليست لديهم وسيلة الاتصال التي تمكنهم من الاتصال بنا ... باعتبار أن وسيلة الاتصال هي أجسامهم التي عادت إلى التراب ... بعد أن فقدت الطاقة التي كانت تمكنها من الاتصال والحياة ... أما سمعت قول الشاعر العرفاني ...
أمسي كيومي وكيومي أمسي ... يا حبذا يوم حلول رمسي
مطلع سعدي ومغيب نحسي ... من عرض يبقى بدار الحس
وجوهر يرقى لدار القدس ... وكل جنس لاحق لجنس

الشخص الاول (( فزعاً)) :- أرجوك00 أرجوك أغلق هذا الموضوع ... لقد أصابنا الصداع والدوار بسبب حديثك الواسع عنه ... إنه موضوع مخيف ومرعب ... يا أصدقائي ماذا تقولون لو نتناسى هذا الموضوع الرهيب .

حفار القبور :- وكيف نتناساه ؟

الشخص الاول :- نحتفل 00 نضحك نمرح ...لكي ننسى آلامنا 00 همومنا 00 كفانا حزنا وكآبة ... فلندع الرعب والموت وشأنه 00 وأنت أيها الصحفي دعنا وشأننا نعيش مثلما نريد 00وليس مثلما تريد ... دعنا نعيش حتى ولو مثل السذج والبهائم ... لا نفكر بالماضي والحاضر والمستقبل المهم أن نتمتع بأقصى ما أوتينا من قوة .

الصحفي :- وما جدوى هذه المتعة والحياة الرخيصة وما الفائدة من حفلتكم هذه ؟ هذه الحفلة هي مجرد تسلية 00 غفلة عن الحقيقة 00 أو تناسيها على أقل تقدير ... أو هي غفلة عن المصير أو الموت بالله عليكم هل حقيقة الموت سلبية ؟ 00 هل الموت حالة شاذة ؟

الشخص الاول :- نعم الموت حالة شاذة وليس من الحكمة أن يكون نهاية الحياة .

حفار القبور :- نعم الموت خسارة خسارة خسارة .

الصحفي :- كلا كلا الموت ليس خسارة في حسابات المؤمنين الصالحين المتقين الأبرار الذين كرسوا حياتهم في طاعة الله جل جلاله .. الموت خسارة للناس الملحدين والمنافقين والكافرين والطغاة والجبابرة وأهل اللهو والطرب والفسق والمجون0

الشخص الاول :- أتعني أننا من الخاسرين وأصحاب اللهو والملذات ؟

الصحفي :- نعم 00 نعم أنتم من الخاسرين الذين ينتظرهم العقاب الأخروي 0

الشخص الاول :- وماذا صنعنا حتى يعاقبنا الله ؟ إننا لم نعمل شيئا مضرا بالآخرين ... لقد شربنا الخمر لنسكر وننسى آلامنا ... وأخذنا الربا والفوائد في مجال التجارة لنربح ونعيش الرفاهية ... ونتجنب الفقر بكل أنواعه ... أتعلم أيها الصحفي أن الفقر ذل ومهانة ... هل جربت الفقر يوما ما ؟ ...ثم قل لي بالله عليك أيها الصحفي ... هل يساوينا الله مع الذين سرقوا خبز الفقراء ... ومصاصي دماء الناس ... أنا أرى أن الفرق كبير بيننا وبينهم .

الصحفي :- لا فرق بينكم وبينهم سوى في درجة المعصية ونوعها .

حفار القبور :- يعني كلنا سنذوق العذاب بعد أن يدركنا الموت ؟

الصحفي :- كل إنسان مسيء عاقبته سيئة وأما المحسن فعاقبته حسنة ( يخرج وهو يصرخ ) 00الحقيقة قادمة 00 الموت قادم الطوفان قادم 00 الطوفان قادم 00 صحف 00 مجلات 00 إقرأ آخر الأخبار الطوفان قادم 00 إقرأوا يا ناس إقرأوا الواقع بعمق وموضوعيه إقرأوا يا ناس يا ضحايا الخوف والسكوت والمنكر ... إقرأوا آخر الأخبار الجلاد الجديد لا يفرق بين الجميع 00 الكل مشمول 00 إنتبهوا يا ناس كفاكم غفلة00 كفاكم جهلا .

الشخص الاول :- ( يضحك ) عن ماذا يتكلم هذا الصحفي ؟ هل أصابه مس من الجنون ؟

حفار القبور :- مسكين لقد غسلوا دماغه فأصبح لا يميز بين اللون الأسود والأبيض .

الشخص الاول :- صحيح إنه مجنون جننته الأخبار التي أصبحت مجانية وبدون ثمن .

الصحفي :- لكن بعض هذه الأخبار فيها الكثير من الغموض والدس والكذب والافتراء 00 والمشكلة ليست في تزييف الأخبار والتشويش المصاحب لها ... المشكلة في كثرة السذج الذين يصدقون بها دون تحليل أو تدقيق 0

المجنون (( يدخل 00 مهرولاً 00 يحمل مذياعاً مستمعاً إليه 00 أصوات إذاعات مختلفة تنطلق من الجهاز المذكور بشكل ضوضائي )) :- يا ناس 00 يا ناس 00 يا أصدقاء يا أعداء 00 يا مثقفين
يا جهال 000 ياشرفاء يا أراذل 0

الشخص الاول:- ماهذا ؟ ماذا جرى لهذا المجنون ؟ هل جن من جديد ؟

حفار القبور :- أعتقد أنه من ضحايا القادسية 0

الشخص الاول :- من يدري ربما يكون من ضحايا أم المعارك 0

الصحفي :- كلا كلا إنه من ضحايا الدكتاتورية القديمة أو يكون من ضحايا الإرهــاب ... ولا فرق بين الاثنين إنهما وجهان لعملة واحدة ....وأعتقد أن هذا المجنون يتكلم ويمارس نشاطاته وفق المعلومات التي تحتوي عليها منطقة اللاوعي أما منطقة الوعي فإنها معطلة لديه

الشخص الاول:- مسكين هذا المجنون لقد سكنه الجن ... لنصنع له تعويذة لعله يستعيد وعيه المفقود .

حفار القبور :- ألم يجرب علاجا لاستعادة وعيه وعافيته ؟
الشخص الاول :- لا فائدة من كل العلاجات التي جربها .

حفار القبور :- كلا كلا العلاج لدي فقط (( يرفع مجرفة وكأنه يريد أن يحفر قبرا )) أحفر له قبرا لينام فيه ويخلد بعد طول معاناة اتسعت العمر كله ... ناهيك عن الإهانة التي كان يتلقاها من الوسط الاجتماعي الذي كان يعيش فيه .

المجنون:- يا ناس يا مجانين يا طرشان يا عميان إقرأوا الكتاب من العنوان 000 إسمعوا أنا لا أريد أن أموت لا أريد لا أريد 000 لا أريد أن أنام في القبر مثلما ترغبون ... أنا لا أسمح لكم أن تضعوني في التابوت وتحملوني على أكتافكم مثل ما حملتم غيري00 ولماذا أموت ؟ لماذا ؟ وعلى فرض أنني مت ودفنتموني ... ما الهدف من ذلك ؟ لذلك قررت أن لا أموت لا أموت .
الشخص الاول :- لكنك أيها المجنون ستموت رغم أنفك .

المجنون (( يرفع صوت المذياع)):- إش أسكتوا هنالك خبر جديد خبر جديد 0

الشخص الصحفي :- ما هو الخبر الجديد ؟ هل انسحبت القوات المتحالفة ؟

الشخص الاول :- لا يا صديقي أنا أعتقد أن انقلابا حدث وستتغير الأوضاع بين ليلة وضحاها .

حفار القبور :- إنقلاب وأين حدث الانقلاب ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ ومن قام به ؟ إذن علي أن أتهيأ .. لكي أأخذ دوري المناسب وأمارس وظيفتي في دفن الموتى ... أعتقد أن الموتى سيكونون بالمئات أو الآلاف هذه المرة ... يا لها من فرصة ذهبية سأصبح ثريا ... سأزيد من أجور الحفر والدفن ( يضحك )

الشخص الاول :- ( يحاول أن يأخذ جهاز المذياع من المجنون لكن المجنون يمانع ) دعني أسمع الخبر بوضوح أيها المجنون إعطني المذياع وإلا صفعتك على خدك .

حفار القبور :- أيها المجنون إعطني جهاز المذياع لكي أتأكد من أن انقلابا قد حدث ... كي أستعد لجولة جديدة في دفن الموتى والضحايا ... الويل لك إعطني جهاز المذياع وإلا هشمت رأسك بهذه المجرفة أفهمت ؟

المجنون:- حسنا سأوافيكم بتفاصيل الخبر .
الشخص الاول :- وما هي التفاصيل أيها المجنون ؟

المجنون :- لقد عثروا على مقبرة جماعية جديدة تضم رفاة لعدد من أفراد الشعب .

الشخص الاول:- وأين وجدوا هذه المقبرة ؟ ومن عثر عليها ؟

المجنون:- لقد عثروا على المقبرة الجماعية في تخوم مدينتنا ؟
حفار القبور :- تقصد أنهم عثروا عليها في حي الفقراء ؟ عجيب ! كيف حدث هذا ؟! لماذا عثروا على هذه المقبرة دون أن أعلم بمكانها ... أتدرون أنني أعلمكم بمواضع المقابر ... فكل واحد فيكم يستطيع أن يسألني لو شاء عن أماكن مقابر أجداده سأدله عليها فأنا خبير بفن القبور ... لكن قل لي أيها المجنون كم هو عدد القبور التي عثروا عليها ؟ وما هو حال الأجساد هل مازالت عظاما ؟ أم تحولت إلى رميم ؟

المجنون:- لا هذا ولا ذاك .
حفار القبور :- ماذا ماذا تقول يا مجنون ؟ لا هذا ولا ذاك ؟ أعتقد أن أجساد موتى هذه المقابر قد تحولت إلى تراب ؟
المجنون :- بل تحولت إلى رماد أسود ، قبيح المنظر مثل وجهك المخيف والمرعب (( يضحك )) (( مهرولاً وسط المسرح وأنحاءه)) مقبرة جماعية (( البعض يركض خلفه)) مقبرة جماعية 000 تحيا الرجعية 00 تموت الحرية مقبرة جماعية تحت نصب الحرية (( يصعد على صفيحة معدنية )) يا جماهير الأمة الضائعة أيها النشامى 00 أيها الأوغاد 00 ياعبدة الدولار 00 يامن أنتم الذينَ كنتم ولا زلتم كما أنتم حيث أنتم 00 أنا أعلن من هذه المنصة قرار التنازل عن جميع أملاكي لأن رأسي أصيب بالصداع المزمن من كثرة إلحاحكم أيها المجانين ... أيها السادة أيتها النفايات إنني قررت أن أكون السباق في المطالبة بتنفيذ حكم الإعدام بكم جميعا لأنكم لستم من الآدميين ... فلهذا وكذلك ولذلك وكما يكون ومثل ذلك وذاك وهذا وهؤلاء وأولئك وهم وهن واللاتي واللواتي واللائي ومن وإلى وعن وعلى وبما أننا كنا هنا فوق الأرض وتحت الأرض يا أبناء باب الشرقي وعلاوي الحلة وشارع الرشيد وباب المعظم أيها التائهون إنني قررت أن أبصق عليكم أيها الخونة والجبناء لأنكم لا تحبون وطنكم وشعبكم .

الصحفي :- (( يصفق )) عظيم أيها المجنون عظيم أنت يا مجنون ... أتدرون يا زملائي أن هذا المجنون عاقل جدا لأنه يبصق على كل من يبيع وطنه مقابل مصلحته الخاصة .

الشخص الاول :- أنا أعتقد أن هذا المجنون يمتلك شهادة الدكتوراه بعلم السياسة 0

حفار القبور :- ومن أية كلية حصل عليها ؟

الشخص الاول :- من كلية السخافة أيها الحفار الملعون ( يتنازعان بينهما )

حفار القبور :- الملعون أنت يا قط المطابخ ..سأهشم رأسك بهذه المجرفة لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بحفار القبور ( يدور شجار عنيف بين حفار القبور والشخص رقم 1 )

المجنون (( يرفع صوت الراديو )) :- إش إش إش ... خبر جديد خبر جديد .

الصحفي :- وما هو الخبر؟

المجنون:- لقد انتحر نصب الحرية لقد انتحر نصب الحرية لقد مات نصب الحرية لقد مات نصب الحرية (( يركض مهرولاً متجها إلى الكواليس تركض المجموعة خلفه ))


المشهد الثاني

(( يُفتح الستار 00 أرض يباب مقفرة 00 أشواك أشجار ميتة 00 نخيل منحني أصابه الإرهاق 00 ثمة عجلة ناعور متوقفة 00 رجل مصلوب على نخلة ذو رأس مدمى متدل إلى الأسفل 00 رجال ملثمون ))

الأمير:- (( يضحك يشاركه الآخرون)) (( الرجل المصلوب يتأوه )) (( الأمير يصفق )) جيد جداً ممتاز رغم خسارتنا للسلطة لكننا ما زلنا موجودين وبقوة ... معنى ذلك أننا المؤثرون في سير الأحداث فقط .

الإرهابي :- نعم كل الأحداث الساخنة الدائرة نحن فقط من يتحكم في صنعها ؟ (( يقلد صوت إنفجار )) :- طُم سيارة مفخخة (( يضحك )) بم بم (( يقلد صوت رصاص البنادق)) إذن كل هذه الأحداث من صنع أيدينا فقط لا يشاركنا فيها أحد ... وإذا تطلب الأمر أن نستخدم أدوات أخرى من الأسلحة التقليدية التي استخدمها أجدادنا فلم لا ؟ الفأس ... الحبل ... السيف ... السكين .

الأمير :- لكنني أقترح أن نستخدم سلاحا أكثر فتكا بالضحايا .

الإرهابي :- وما هو يا رفيقي ؟
الأمير : - سنرغم كل ضحية من ضحايانا على شرب قنينة من البنزين ... وبعد ذلك نطلق عليه إطلاقات من النوع الحارق ... فينفجر في الحال مثل سيارة مفخخة ( يضحك ويضحكون ) .

الإرهابي :- تسلم يا أمير عاش وجودك على هذه الأفكار النيرة العملاقة ... أنت فقط المفكر العملاق .
الأمير:- إسمع أريد منك وجماعتك هذه المرة أن تكونوا أكثر بطشا بالضحايا ... هذه المرة أريد هرجا ومرجا أكثر أريد سفك دماء وبدون رحمة وبلا شفقة 00 لا تدعوا أحدا يفلت من العقاب حتى الأطفال الرضع إذبحوهم وأما النساء الحوامل فابقروا بطونهن ... ولا تكتفون بالذبح بل مثلوا بالضحية (( بغضب)) أريد مص دماء إني جائع إني جائع أريد أن أشبع أشبع دماء .

الإرهابي :- إطمئن أيها الأمير 00 سنزيد من وتيرة القتل والذبح ... سنجعل الدماء تسيل في كل مكان .

الأمير :- عاشت أياديكم أيها الشجعان 00 ما خاب ظني بكم ... فأنتم الرجال الذين تهتز شواربكم دفاعا عن مبادئ قائدكم الذي مات رغم أنفه من أجلكم

الإرهابي :- أيها الأمير ؟ ( يشير إلى الرجل المصلوب ) وهذا الخائن ماذا سيكون مصيره ؟

الأمير :- دعه في مكانه مصلوبا ... دعونا نستمتع أكثر بتعذيبه ... نضحك عليه ( يضحك ويضحكون ثم يمد يده إلى رأس الرجل المصلوب) ستظل مصلوبا سندع ذئابنا تنهش لحمك وتمص دمائك تدريجيا .

المصلوب:- الله أكبر لا إله إلا ألله تبت يداك 00 يا سليل الطغاة الله أكبر دماءنا لن تموت أيها الإرهابيون ستصبح زلزالاً يهز مخابئكم 00 الله أكبر 0

الأمير(( يضحك)) (( يضربه بالسوط )) :- أسكت أيها الخائن والعميل ...إسمع لا تتصور أننا سنطلق عليك رصاصة الرحمة بل سنعذبك أكثر وأكثر فأنت رمز للخيانة .

الرجل المصلوب:- كلا بل أنا الحرية الحياة الجديدة أنا الكفاح من أجل الإنسان ولابد أن أنتصر ... أنا عراق الطيبين لابد أن أزرع شجرة الحرية لتمتد جذورها إلى كل العالم 0

الأمير(( يضحك )) :- لا جدوى من هذه الكلمات الفارغة سنذيقك كؤوس الذل والألم والهوان كل لحظة سنذبحك ذبح النعاج .

الرجل المصلوب:- لكنكم كلما تزدادون قسوة وعنف 00 أزداد أنا صلابة و بطولة 00 لأصنع التأريخ الحر المملوء بقيم العدلِ والخير والمثل الطيبة .

الأمير:- لكننا سنسحق طموحاتك ونبدد أحلامك0

الرجل المصلوب:- مستحيل 00 مستحيل 00 سوف لن يكون ما تريدون سوف لن تجهضوا الحرية فالحرية هي دم الأحرار والشهداء النقي والمقدس .. والعنف والقسوة هي دمائكم السوداء المسمومة ... وستكون نهايتكم قريبة جدا .
الإرهابي (( بفزع)) :- سيدي الأمير أنا خائف أنا خائف من الرجل المصلوب وزملائه .

الأمير (( يصفعهُ)):- أسكت أيها الجبان ... إنه رجل يهذي لقد فقد القدرة على التعبير وفقد زملائه القدرة على المقاومة

الإرهابي :- سيدي الأمير لقد ازداد عدد التوابيت مثلما ازداد عدد الضحايا هذه الأيام بفضل جهودك وقيادتك المنظمة .

الأمير:- عظيم عظيم ما تصنعوه ... إنه دليل تمسككم بمبادئ حزبكم المناضل .

الإرهابي :- سيدي الأمير لقد استبدلنا برنامج النفط مقابل الغذاء ببرنامج القتل مقابل استسلام الضحايا .
الأمير :- معنى ذلك أننا قررنا معا حرب الإبادة حتى النهاية .
الإرهابي :- نعم إنها الإبادة فلا حل بأيدينا سوى الإبادة والتطهير العرقي والطائفي والجريمة المنظمة .. لكنني خائف أيها الأمير .

الأمير:- أنت خائف ؟ ولماذا تخاف و كل شيء تحت سيطرتنا يا أبله ؟ !

الإرهابي :- أنا خائف من انتشار ثقافة الضمير وإذا حدث هذا الشيء فإن أحلامنا ستذهب أدراج الرياح ... ألا تدري أن أصحاب الضمائر من أمثال الرجل المصلوب يحملون أفكار الشهداء .

الأمير :- ومن هؤلاء الشهداء ؟

الإرهابي :- هل نسيت الذين تمرددوا على سلطاننا فذبحناهم بالجملة .

الأمير :- ها ... نعم تذكرتهم ... كانوا رجالا جريئين ولاأدري من أين اكتسبوا هذه القوة والإصرار فلم يخشوا قوتنا وجبروتنا ... يبدو أنهم أصحاب أفكار عملاقة مخيفة ... المهم أننا تخلصنا منهم وعلى فرض أننا لم نتخلص منهم فمعنى ذلك أن سلطتنا ستنهار ... إن أولئك الرجال كانوا يحملون قوة تأثير روحية تمكنا من إخمادها في الوقت المناسب .

الإرهابي :- لكن يا سيدي الأمير هؤلاء الرجال مايزالون أحياء بأفكارهم فهي كالطاقة التي تهب خلايا الجسم الحياة والحركة ... إن أتباعهم يتكاثرون بسرعة كبيرة .

الأمير :- إطمئن يا رفيقي مايزالوا خائفين منا ومن رصاصنا الطائش ... و سياراتنا المفخخة ... فنحن مانزال نسير على نهج أبينا الراحل ... ذبح ... نفاق ... دجل قسوة... احتيال... تخويف مقابر جماعية تفجير أنابيب النفط إلى آخره .
الرجل المصلوب:- الله أكبر الله أكبر ... الجلاد يحفر قبره بيده .. الضحية تعود إلى الحياه 00 دم الشهداء مازال حيا أصبح نهراً خالداً مثل دجلة والفرات والغراف 00 مايزال فكر الشهداء حيا.... أما الشيطان فهو يلتقط أنفاسه الأخيرة00 الشيطان هو الإرهاب الذي تحيط بهِ جهنم .

الأمير(( يضحك)) :- أسمعوا هذا المصلوب... إنه يزداد هذيانا لقد فقد القدرة على صياغة جملة مفيدة
الإرهابي رقم 1 :- نعم لقد فقد صوابه وعقله .

الأمير :- إسمعوا يا رفاقي أريد منكم أن ُتدخلوا الرعب والخوف والهلع والدم إلى كل البيوت ... فأنا لا أريد أن يشعر شخص ما بالأمان ... أريد وطنا يجثم على صدره الخوف والهلع ... لا أريد أن يهنأ أحد في يقظته ومنامه .

الإرهابي:- (( ينظر إلى ساعتهِ)):- سيدي الأمير... سيدي الأمير .

الأمير:- ما الخبر ؟ ماذا تريد يا رفيقي ؟

الإرهابي :- سيدي موعد الذبح حان وقته .

الأمير:- حسنا انطلق أيها الرفيق لأداء مهماتك هيا .
الإرهابي : - نعم سيدي أنا طوع أمرك ... أنت تخطط وأنا أنفذ دون أن أناقش ( يسدل الستار )



المشهد الثالث

(( يُفتح الستار مقهى))
الصحفي :- جرائد جرائد أخبار جديدة جثث مجهولة 00 ضحايا غامضون 000 فرق موت خفية 00 أخبار محزنة ديمقراطية من دم ورصاص 00 أخبار جديدة إشتر جريدة الديمقراطية إقرأ ثم أعلن رأيك بصراحة لا تتردد كن حرا أصنع الحرية لذاتك بين يا مواطن حقيقة المجازر ومن يقف ورائها 00 القاتل واضح كلنا نعرف القاتل ... ويجب أن ينال جزاءه العادل ... وعلى هذا القاتل أن يعلم جيدا أن العقاب قادم ... وأن الثأر قادم على يد ذوي الضحايا الأبطال والشهداء الأبرار 0

الشخص الاول :- إسمعوا يا زملائي إسمعوا الصحفي ماذا يقول ؟ وكيف يصيغ عبارات خطرة ستقودنا جميعنا إلى مصير دموي مجهول .

حفار القبور :- مسكين أنت ياصحفي ترغب أن تحفر قبرك بيدك ؟؟ وما هو دوري إذن ؟؟ ألست أنا حفار القبور ؟؟ كلا كلا أنا لا أسمح لك أيها الصحفي أن تحفر قبرك بيدك بل أنا الذي أتولى القيام بهذه المهمة الخطيرة .

الصحفي :- ليس الأمر كما تتصور ... فأنا لا أسمح لك أن تحفر قبري ... لأنني حي سواء رزقت بالشهادة أو لم أرزق ... كما أنني لا أسمح لك يا حفار القبور يا من لا تؤمن بالمعاد أن تدنس جسدي وكفني وقبري .

حفار القبور :- وكيف سيكون موتك ؟
الصحفي : - سيكون أما ثورة من الدماء أو ثورة ثقافية وتربوية لبناء الإنسان المؤمن وهذا هو قدر كل الصالحين والشهداء كما أن كل إنسان في هذا العالم له دور كبير جداً في صنع قدره سواء كانَ شريفا أو وضيعا عاقلا أو جاهلا كما أن القدر المقدس والإرادة المؤمنة والجهاد من أجل نشر الحقيقة والدفاع عنها هو شرف عظيم لي ولكل حر شريف ... وهنالك الكثير من الثوار في هذا العالم تحدوا وصارعوا الموت لإعلاء كلمة الله ...

الشخص الأول :- أيها الصحفي الآن أدركت بعد أن كنت تائها أنك على حق نعم يجب أن نكون شجعانا وغيورين على وطننا ونعلن الحقيقة وندافع عنها ولا ننهزم بل نصنع مصيرنا بأيدينا .

حفار القبور :- ماذا تقول أيها المتهور أتريد أن تقودنا إلى الهلاك ألا تعلم أن رجال الأمير سيشربون دماءنا لو أننا آمنا بك وبفكرك ... أرجوك أسكت ودعنا وشأننا .
الشخص الاول :- كلا كلا لن أسكت سأجابه الباطل أينما كان .

الصحفي :- نعم لن نسكت سنجابه الباطل فإن ما يجري اليوم خلف الكواليس مؤامرة كبيرة يقودها أمير الجزارين الهدف منها قتل الحياة والحرية ... لذلك أنا أدعوكم إلى المواجهة .

الشخص الاول :- أما أنا فسوف اتخذ موقفا واضحا وأعلن الثورة على المفسدين والجزارين وأسيادهم 0

حفار القبور :- وما هي الفائدة لو اتخذت موقفا هل ستتوقف عجلة الموت الأحمر ؟ أنا أعتقد أن الانهزام هو أفضل الحلول المجدية .
الصحفي :- إسمع أيها المنهزم مهما تحاول أن تنهزم 00 فإن الرجال الملثمين هدفهم واحد .
فالكل حتى المجنون لم يسلم من بطشهم أتذكر المجنون الذي أتى إلى هنا يوم أمس ؟ أتذكر ؟
ش 3:- ما الذي جرى له أيها الصحفي ؟

الصحفي :- قتله الجزارون الإرهابيون سفكوا دمه ... رغم براءته ... فالإرهابيون يكرهون البراءة يكرهون الحرية يكرهون العدل .

الشخص الاول :- إنه مجنون بريء ووديع فاقد للإرادة ... لكن مارأيكم بالمجنون المتوحش القاتل 00 الجلاد 00 الدكتاتور 00 الإرهابي المجنون الذي مازال يمتص دماءنا ويغتصب النساء ويقتل العزل والأبرياء .

( صوت إطلاقات نارية )

حفار القبور :- ما هذا ؟ أعتقد أن الرجال الملثمين قد جاءوا ليمارسوا معنا هواية القتل ... علينا أن نهرب لنفوت عليهم الفرصة .

الصحفي :- أما أنا فلن أنهزم ... سأقاوم من أجل الحصول على حريتي باستحقاق ... أما أنتم المنهزمون فتطلبون الذل والهوان ولا تحبون الحرية بل تحبون الاستعباد .
حفار القبور :- هيا هيا لننهزم حان وقت الهزيمة حان وقت الهزيمة .

الصحفي :- يجب ان أصمد00 يجب ان أقاوم بالكلمة وبالبندقية .

الشخص الاول :- إسمع أيها الصحفي أنا أضم صوتي إلى صوتك لنقاتل معا الإرهاب .

حفار القبور :- أما أنا فسوف أنهزم لأن الهزيمة مكتوبة على جبيني .
الشخص الاول :- أما أنا فلدي رغبة للمقاومة لكنني خائف متردد .

الصحفي : - أسمعوا يا أخوان لنقاوم... كفانا ضعفا 00 لننشر الحقيقة ونقاوم من أجل نشرها 00 ومن أجل تحقيق الحياة الحرة الكريمة الله أكبر الله أكبر الله أكبر ( يسدل الستار )

المشهدالأخيــر

(( ثمة رجل مصلوب يلتقط أنفاسه بصعوبة 00 أشجار ميتة 00 عجلة ناعور متوقفة عن الدوران ))

الأمير (( يضحك)) :- كل شيء اليوم أصبح تحت مطرقتنا نقتل كما نشاء نذبح من نشاء .

الإرهابي :- إذن لنعيد أمجاد أجدادنا يا سيدي الأمير .. يحيا الأجداد وتحيا الأمجاد 00 يعيش الأمير يا يعيــش .

الأمير:- اليوم هو يومنا ... لن يفلت أحد من العقاب ... هدموا كل شيء ... أقتلوا كل شخص يتحرك .

الإرهابي :- لكن يا سيدي الأمير هنالك أشخاص من أتباع الرجل الشهيد لا قدرة لنا عليهم .

الأمير :- أبيدوهم إبادة تامة 00 لا تبقوا لهم باقية0

الإرهابي:- لا نستطيع ولا نتمكن من إبادتهم لأنهم محصنون بالإيمان والشجاعة والإرادة الصلبة ... إنهم فدائيون مستميتون .

الأمير:- استخدموا الدعاية 00 الإشاعة ضدهم شوهو تاريخهم لطخوا سمعتهم 00 قولوا كل شيء عنهم 00 قولوا عنهم عملاء مجانين 00 قولوا كل شيء يسيء إلى سمعتهم ... مادام هنالك الكثير من الذين يصدقون ذلك دون دليل وبرهان .

الإرهابي :- لكن يا سيدي هنالك من يستخدم قلمه وصوته ووسائل إعلامه ضدنا ... إنه يفضحنا أمام الرأي العام .
الأمير:- من هو الذي يفضحنا من ؟
الإرهابي:- إنه الصحفي .

الأمير:- أقتلوه وأشيعوا أنه ُقتل في ظروف غامضة مثلما ُقتل غيره من الصحفيين .

الإرهابي :- ولكن يا سيدي هذا الصحفي جريء جدا ولا يخاف من الدم ولا يخاف من الموت .

الأمير:- أنا أقترح أن نخطف عائلته ونهدده بقتلهم لكي نكسر قلبه ونحطم إرادته النفسية .

الإرهابي :- لا جدوى من خطف عائلته لأنه يحمل الموت على راحته .

المصلوب(( يفيق من إغماءه)) :- الله أكبر 00 الله أكبر لا إله إلا الله


الأمير:- إسمع أيها الخائن إذا أردت الخلاص من قبضتنا فعليك أن تتعاون معنا في قتل الرجل الصحفي .

المصلوب:- كلا لن أتعاون معكم وسأظل أظل صامدا أنتظر الحرية أو الشهادة .

الأمير:- عن أية حرية تتحدث وأنت الآن تحت قبضتنا نفعل بك ما نشاء .

المصلوب:- الله أكبر 00 تحيا الحرية 00 تحيا الحرية 00 نموت ليحيا الوطن .

الأمير (( يجلدهُ )) :- أسكت 00 خائن عميل .

المصلوب:- أنا لست خائنا بل أنتم الخونة 00 أنتم العملاء 00 أنتم الجواسيس 00 أنا وطني أدافع عن وطني0

الأمير (( يضربهُ بالسوط)) :- أسكت 00 أسكت 00 أسكت (( صوت رصاص)) ما هذا الصوت ما هذا ؟


الإرهابي :- أعتقد يا سيدي أن مخبئنا السري قد انكشف .

الأمير:- ولكن من أين حصلوا على معلومات عن مكاننا ؟

الإرهابي :- أنا خائف أيها الأمير أنا خائف .

الأمير:- حسنا أنا ذاهب وعليكم المقاومة .

(( يدخل شخص ملثم ))

الإرهابي :- سيدي 00 سيدي الأمير سيدي الأمير .

الأمير:- ما ذا جرى ما ذا جرى ؟

الإرهابي :- إنهم قادمون إنهم قادمون .

الأمير :- ومن هم ؟ ! من هم القادمون ؟ !
الإرهابي :- الوطنيون أتباع الشهيد باقر الصدر إنهم كل أبناء الشعب الأحرار هيا هيا لننهزم لننهزم ز

(( يدخل الصحفي ومعهُ مجموعة من أبناء الشعب يحملون سلاحاً يقاتلون الملثمين ويلقون القبض على بعضهم ويقتلون آخرين ويحررون الرهينة المصلوب ويمسكون بالأمير))

الصحفي :- فلتعش الإرادة الوطنية وليسقط الإرهاب .. يجب أن نتوحد جميعا لنحارب الإرهاب , الحياة يجب أن تولد من جديد ... وحلم الشهداء الأبرار يجب أن يتحقق في إقامة دولة العدل والقانون الله اكبر ألله أكبر ألله أكبر (( يذهب بائع الصحف باتجاه الرجل المصلوب يفك وثاقهُ)) علينا أن نحرك ناعور الحياة لتحيا الأرض تحيا من جديد لنجعل ماء الحياة يفيض على الوطن كله ... يحيا العراق يحيا العراق .

0 التعليقات:

إرسال تعليق