مسرحية الأمير السعيد


مسرحية الأمير السعيد
عن قصة " الأمير السعيد "
للكاتب أوسكار وايلد
ترجمة واعداد نادية الآلوسي


عندما قرأت قصة " الأمير السعيد " اتي أبدعها الكاتب العبقري " أوسكار وايلد " لم تفارق مخيلتي فكرة امكانية تحويلها الى مسرحية للأطفال . لا اعرف ان كان وايلد قد كتبها للطفل لبساطة أسلوبها والوضوح الشديد لمغزاها بالنسبة للقاريء البالغ والعارف أم انه لم يكن يقصد قارئا بذاته وانما شاء أن يقدم مجموعة من الأفكار والمعاني النبيلة على لسان طير وتمثال ونماذج انسانية اعلبها من الأطفال . ثم ألحت علي الفكرة الى حد انني لم اقاوم اغراء ترجمة النص الجميل واعادة قراءته بعد الترجمة . وبعد ان انتهيت من قراءته تأكد لي ان امكانية تحويلها الى مسرحية ممكنة جدا وتحديدا للطفل العراقي الذي هو بحاجة شديدة الى تغذية ذهنه وروحه بمعان وقيم انسانية نبيلة .
أعددت المسرحية بعد حذف ما يمكن ان لايؤثر حذفه على سياقها وفكرتها وايضا لا فائدة كبيرة منه للطفل العراقي واضفت بعض المقاطع الغنائية لأعتقادي بان الموسيقى والأغنية البسيطة مهمة ومؤثرة في هذا النوع من المسرحيات .
قدمت المسرحية في عام 2005 لادارة مسرح الطفل في سينما الفانوس السحري ولم اسمع عنها شيئا منذ ذلك التاريخ .
المسرحية تناسب الأطفال الذين هم باعمار من 9 الى 12 او 13 عشر عاما وفي العادة لا تقدم لهم اعمال مسرحية تنمي ذائقتهم الفنية وتغذي افكارهم وتوسع مخيلاتهم واكثر توجه المسرح هو للاطفال الأصغر عمرا . لا ازعم ان لي خبرة بالكتابة المسرحية لكن باجتهادي المتواضع قسمت النص الى فصول ومشاهد واتمنى ان اكون قد وفقت في ذلك .

نادية الآلوسي


الفصل الأول
لمشهد الأول


في وسط مدينة صغيرة , ينتصب عاليا تمثال كبير وضع فوق عمود مرتفع واسمه تمثال الأمير السعيد . التمثال كله مطلي بأوراق رقيقة من الذهب وله جوهرتان لامعتان من زمرد اخضر محل العينين , وعلى قبضة سيفه تلتمع ياقوتة حمراء كبيرة .
تمر مجموعة من أهل المدينة من أمام التمثال . يقول مستشار عمدة المدينة لزملائه :
المستشار _ انه حقا تمثال جميل ومثير للإعجاب . ولكنه ليس ذو فائدة .
ثم تمر امرأة ومعها ابنها الذي يبكي لانه يريد أن تشتري له كل شيء وتقول له وهي تشير إلى التمثال :
المرأة _ لماذا لا يمكنك أن تكون مثل الأمير السعيد ؟
الابن _ لم يكن الأمير السعيد يبكي من اجل أي شيء يريده ولا حتى في الأحلام .
يمر رجل مسن وحزين ويقف أمام التمثال وينظر إليه :
الرجل _ شيء جيد أن يكون في هذا العالم من هو سعيد حقا .
ثم تأتي مجموعة من أطفال خرجوا من مدرستهم يرتدون ملابس زرقاء جميلة وياقات بيضاء , يقفون أمام التمثال :
الأطفال _ ياله من تمثال جميل . انه جميل مثل ملاك .


المشهد الثاني

في مكان آخر , طائر سنونو صغير, بدأ رفاقه بالمغادرة إلى الجنوب منذ أسابيع وبقي هو خلفهم لانه كان متعلقا بزهرة في النهر أعجبته لأنها رشيقة وجميلة ووقف يتكلم معها :
السنونو _ هل أستطيع أن أبقى معك ؟
تنحني الزهرة ويظل هو يطير حولها ويرفرف بجناحيه بفرح , لانه يظن أنها أجابته بنعم .
مجموعة من طيور السنونو تتفرج على السنونو الصغير .
أحد رفاق السنونو _ إن النهر مليء بزهور كثيرة مثلها وعندما يأتي الخريف فإنها تتطاير في الهواء .
ترحل طيور السنونو ويبقى هو وحيدا مع الزهرة .
السنونو _ إن هذه الزهرة لا تجيبني وهي تنحني دائما مع الرياح . أنا احب السفر وهي ملتصقة في مكانها , ثم يقول لها :
يا زهرة جميلة ترقص للرياح
هيا معي .. هيا معي .. سوية نطير
والى الجنوب الدافئ نرحل في الصباح
تنحني الزهرة ولا تجيب , فيقول لها :
أنا مهاجر إذن .. وداعا . ويطير السنونو .


المشهد الثالث

يظل السنونو طائرا طوال النهار , وعند حلول الليل يصل إلى مدينة الأمير السعيد .
السنونو _ أين سأحط الآن ؟ أتمنى أن تكون المدينة قد استعدت لاستقبالي . ثم يشاهد التمثال .
السنونو _ سوف أحط هنا . هذا موقع جيد وفيه الكثير من الهواء النقي .
ثم يستقر تماما بين قدمي الأمير السعيد .
السنونو _ لدي الآن عش ذهبي لانام فيه .
وفي اللحظة التي يضع رأسه فيها تحت جناحه لينام , تسقط قطرة ماء كبيرة عليه .
السنونو _ ياله من شيء غريب . لا توجد غيمة واحدة في السماء والنجوم لامعات ومع ذلك فالسماء تمطر .
تسقط قطرة أخرى .
السنونو _ ما فائدة هذا التمثال إذن إذا كان لا يحجب عني المطر . يجب أن ابحث لي عن مكان آخر .
قبل أن يفتح جناحيه ليطير تسقط قطرة ثالثة . ينظر الطائر إلى الأعلى ويرى عيني الأمير السعيد مليئتان بالدموع .الدموع تسيل على وجه التمثال الجميل والذي يلتمع في ضوء القمر . يشعر السنونو بالحزن من اجل التمثال .
السنونو _ ماذا تكون أنت ؟
التمثال _ أنا الأمير السعيد .
السنونو _ إذا كنت سعيدا فلماذا تبكي إذن ؟ لقد بللتني .
التمثال _ كنت حيا يوما
ولي قلب إنسان
لم اعرف الدموع
لم اعرف الأحزان
من حولي الرفاق والأصحاب
وكل ما أريده من أكل وشراب
العب في النهار وارقص في المساء
قصري كبير مدهش وحوله بستان
السنونو _ ولماذا تبكي الآن !
التمثال _ أنا لم أعد إنسان
قد صرت تمثالا صنعه فنان
ومن هذا المكان
رأيت كل شيء
مدينتي القديمة في شقاء
ورغم إن قلبي مصنوع من رصاص
لا أستطيع إلا الحزن والبكاء
السنونو _ ماذا , أليس كله مصنوع من الذهب ؟ يكلم نفسه .
التمثال _ بعيدا هناك .. في شارع صغير يوجد بيت فقير . إحدى نوافذه مفتوحة ومن خلالها أرى امرأة جالسة بجوار منضدة , وجهها نحيف ومتعب وهي تشتغل بالإبرة لأنها خياطة . إنها تطرز زهور المحبة على ثوب من الستان لاجمل وصيفات الملكة . وفي زاوية من الغرفة يرقد ابنها الصغير مريضا على سريره . انه مصاب بالحمى ويريد برتقالا ولكن أمه لاتملك شيئا تقدمه له سوى ماء من النهر . لذلك هو يبكي .
أيها السنونو الصغير .. هلا أخذت لهذه المرأة المسكينة الياقوتة التي على مقبض سيفي ؟ إن قدمي مثبتتان على القاعدة ولا أستطيع الحركة .
السنونو _ ولكن رفاقي ينتظروني في الجنوب . انهم هناك يحلقون حول الزهور وقد تأخرت عليهم .
التمثال _ سنونو يا سنونو , أيها السنونو الصغير , ألا تبقى معي ليلة واحدة فقط وتكون رسولي ؟ إن الولد الصغير عطشان جدا والام حزينة .
السنونو _ لا أظن أني احب الأولاد . في الصيف الماضي عندما كنت بجوار النهر كان هناك ولدان شقيان يرمياني بالأحجار . بالطبع لم يصيباني لأنني بارع في الطيران بحيث لا تصيبني الأحجار , ولكن ذلك كان دليل على عدم الرحمة وعدم الاحترام .
يبدو الحزن على وجه الأمير السعيد فيشعر السنونو بالحزن أيضا .
السنونو _ إن الجو بارد جدا هنا , لكنني سأبقى معك ليلة واحدة فقط وساكون رسولك
التمثال _ أشكرك أيها السنونو الصغير .
يلتقط السنونو الياقوتة الكبيرة من سيف الأمير بمنقاره ويطير بها .
يمر الطائر من أمام شرفة في قصر الملكة حيث تقف في الشرفة وصيفة الملكة مع خطيبها .
الخطيب _ ما أجمل النجوم هذا المساء .
الوصيفة _ أتمنى أن يكون ثوبي جاهزا لحفلة القصر . لقد طلبت من الخياطة أن تطرز زهور المحبة عليه . لكن هذه الخياطة كسولة جدا .
يقترب السنونو من البيت الفقير ويدخل إلى الداخل . الطفل يرقد محموما في فراشه والام نامت أيضا من شدة التعب . يضع السنونو الياقوتة الكبيرة على منضدة الخياطة ثم يطير بخفة حول سرير الطفل وهو يرفرف بجناحيه فوق جبينه لكي يبرد له الهواء .
الطفل _ ما هذه البرودة التي اشعر بها ؟ لا بد إنني قد بدأت أتحسن . ثم يغط في نومه .
يطير السنونو عائدا إلى الأمير السعيد ليخبره بما فعله .
السنونو _ من العجيب إنني اشعر الآن بالدفء رغم برودة الجو .
التمثال _ هذا لانك قمت بعمل جيد .
يفكر السنونو قليلا بكلام الأمير ثم ينام .

***

الفصل الثاني
المشهد الاول


عندما طلع النهار طار السنونو إلى النهر ليغتسل في مائه . ويحدث نفسه في فرح :
السنونو _ اليوم سوف أطير إلى الجنوب .
ويحلق فوق المدينة هنا وهناك وهو يغني :
في الصبح تحت الشمس
ونورها الوفير
بمرح احلق بمرح أطير
في العالم الجميل
الواسع الكبير
وفي الليل أغفو تحت القمر المنير
ويمر من جانب مجموعة من العصافير التي تتعجب لرؤيته وتزقزق وتقول لبعضها :
من تراه هذا الزائر الغريب
من تراه هذا الطائر العجيب
يطير في سمائنا محلقا
بجسمه الجميل وذيله الطويل
ويظل السنونو يحلق طول النهار وعندما يطلع القمر يطير عائدا إلى الأمير السعيد .
السنونو _ هل لديك ما ترسله إلى الجنوب فأنا متأهب للرحيل .
التمثال _ سنونو يا سنونو , أيها السنونو الصغير , ألا تبقى معي ليلة واحدة أخرى ؟
السنونو_ ولكن رفاقي ينتظروني هناك في الجنوب .
التمثال _ سنونو ياسنونو , أيها السنونو الصغير . بعيدا في مدينتي أرى شابا يسكن في غرفة صغيرة فوق سطح أحد البيوت . انه يضع رأسه فوق مكتب مغطى بالأوراق والى جانبه يوجد كأس فيه مجموعة من زهور البنفسج الذابلة . انه يحاول أن يكتب مسرحية ويقدمها إلى مخرج المسرح لكنه يشعر بالبرد الشديد ولا يستطيع أن يكمل الكتابة ولا توجد نار في موقده , والجوع جعله شديد الإعياء .
السنونو _ حسنا , سأبقى معك ليلة أخرى . هل آخذ له ياقوتة ثانية ؟
التمثال _ آه للأسف ؟ ليس عندي ياقوتة ثانية الآن . عيناي هما كل ما بقي لدي . انهما مصنوعتان من الزمرد الأخضر النادر الذي جلبوه من الهند قبل ألف سنة . اقتلع واحدة منهما وخذها إلى ذلك الشاب . هو سوف يبيعها إلى الصائغ , ويشتري حطبا لموقده وطعاما ثم يكمل عمله .
السنونو _ يا عزيزي الأمير , لا أستطيع أن افعل ذلك بك .. ويبكي .
التمثال _ سنونو يا سنونو , أيها السنونو الصغير افعل ما آمرك به .
يقتلع السنونو واحدة من عيني الأمير ويطير بها .
تظهر غرفة الشاب . الشاب يضع رأسه بين يديه على طاولته ولذلك لم يسمع رفرفة جناحي السنونو عندما يدخل ويضع الجوهرة . وعندما يرفع الشاب رأسه , يجد الجوهرة الجميلة فوق الزهور .
الشاب _ هناك من بدأ يقدر عملي . لا بد إن هذه الجوهرة هدية من أحد المعجبين . الآن أستطيع أن اكمل كتابة مسرحيتي . ويبدو سعيدا جدا .


المشهد الثاني

في اليوم التالي , يطير السنونو مرة أخرى إلى النهر , ويتفرج على الصيادين ويقول لهم :
السنونو _ سأرحل إلى الجنوب .
ولكن لا أحد ينتبه إليه . وعندما يطلع القمر يعود إلى الأمير السعيد .
السنونو _ جئت لأقول لك وداعا .
التمثال _ سنونو ياسنونو , أيها السنونو الصغير . ألا تبقى معي ليلة واحدة أخرى ؟ .
السنونو_ انه الشتاء , وسوف يسقط الثلج قريبا . هناك في الجنوب الشمس الدافئة تشرق فوق الأشجار الخضراء . إن رفاقي الآن يبنون اعشاشهم والحمامات البيضاء تراقبهم وتهدل لبعضها بأصواتها الجميلة . يا عزيزي الأمير يجب أن ارحل , لكنني لن أنساك أبدا . وفي الربيع القادم سوف اجلب لك جوهرتين جميلتين تضعهما محل الجوهرتين اللتين وهبتهما .
التمثال _ هناك في الساحة , تقف فتاة صغيرة تبيع علب الكبريت . لقد أسقطت علبها في مجرى مياه وقد تلفت . سوف يضربها الرجل القاسي صاحب المتجر أن لم تعد وبيدها ثمن علب الكبريت . وهي الآن تبكي , إنها لا ترتدي حذاءا ولا جوربا ولا غطاءا على رأسها . اقتلع عيني الأخرى وأعطها لها وسوف لن يضربها صاحب المتجر .
السنونو _ سأبقى معك ليلة واحدة أخرى ولكنني لا أستطيع أن اقتلع عينك الأخرى , سوف تصبح أعمى تماما بدونها .
التمثال _ سنونو ياسنونو , أيها السنونو الصغير افعل ما آمرك به .
يقتلع السنونو عين الأمير الأخرى ويطير إلى الفتاة .
تظهر الفتاة الصغيرة , ويطير السنونو بشكل سريع ومنخفض ويمر من جانبها ويرمي الجوهرة في كفها .
الفتاة _ يالها من قطعة زجاج غريبة وجميلة . وتركض فرحة إلى صاحب المتجر .
يعود السنونو إلى تمثال الأمير السعيد .
السنونو _ الآن أنت أعمى , لذلك سوف أبقى معك إلى الأبد .
التمثال _ لا أيها السنونو الصغير , يجب أن ترحل إلى الجنوب .
السنونو _ سوف أبقى معك إلى الأبد . وينام عند قدمي الأمير .
المشهد الثالث

في اليوم التالي يجلس السنونو على كتف الأمير , ويبدو انه حكى للأمير قصصا عن البلاد التي يهاجر إليها دائما .
التمثال _ يا عزيزي السنونو الصغير , أنت تحدثني عن بلاد تهاجر إليها وأشياء عجيبة وغريبة . ولكن لا شيء اعجب واغرب من معاناة الناس وآلامهم . حلق أيها السنونو الصغير فوق مدينتي واخبرني ما الذي تراه هناك .
يطير السنونو فوق المدينة الكبيرة . يشاهد الأغنياء يحتفلون في بيوتهم الجميلة بملابسهم الجميلة بسعادة , ويشاهد الفقراء المحتاجين يقفون على بوابات هذه البيوت . ثم يطير في الأزقة الضيقة ويشاهد مجموعة من الأطفال يجلسون في الشارع يحتضنون بعضهم البعض ليدفيء واحدهم الآخر .
الأطفال _ كم نحن جوعى !
رجل الحراسة _ يجب أن لا تجلسوا هنا في الشارع . هيا انصرفوا .
يتفرق الأولاد هاربين . ويطير السنونو مغادرا المكان

***

الفصل الثالث
المشهد الاول


الامير السعيد يفكر في حل لمساعدة الفقراء :

التمثال _ إنني مطلي بأوراق من الذهب الخالص . يجب أن تنتزع غطائي هذا ورقة ورقة , ثم توزعها على الفقراء . إن الأحياء من البشر يعتقدون دائما إن الذهب يجلب لهم السعادة .
يبدأ السنونو بنزع الأوراق الذهبية واحدة واحدة , حتى يصبح الأمير السعيد مجرد تمثال من حجارة رمادية .
يظهر الناس الفقراء والسنونو يوزع الأوراق الذهبية عليهم . الفقراء يضحكون فرحين والأولاد يقفزون ويصرخون في الشوارع :
الأولاد _ سوف يصبح لدينا طعام الآن .

المشهد الثاني

يحل موسم الثلوج ويسقط الثلج وبعده الجليد فتبدو الشوارع كأنها مصنوعة من الفضة . وتتدلى كرستالات من الجليد من حافات سطوح المنازل .
يبدأ السنونو الصغير يشعر بالبرد اكثر فاكثر لكنه لم يترك الأمير لانه احبه كثيرا . وكان يحاول أن يدفيء نفسه برفرفة أجنحته .
يعرف السنونو بأنه سوف يموت وان ما تبقى لديه من قوة يكفيه فقط ليطير ويحط على كتف الأمير وللمرة الأخيرة .
السنونو _ الوداع يا عزيزي الأمير . هل تسمح لي بان اقبل يدك .
التمثال _ أنا سعيد لانك سوف ترحل إلى الجنوب أخيرا أيها السنونو الصغير . لقد بقيت معي طويلا ولكن لا تقيل يدي بل قبلني على خدي فأنت صديقي وأنا احبك كثيرا .
السنونو _ أنا لن اذهب إلى الجنوب . أنا ذاهب لاموت . إن الموت هو مثل النوم أليس كذلك ؟ .
يقبل السنونو الأمير السعيد ويسقط ميتا عند قدميه . وفي تلك اللحظة يصدر صوت شيء ينكسر داخل التمثال وهو القلب المصنوع من الرصاص , ينقسم إلى نصفين .





المشهد الثالث


في صباح اليوم التالي , يتمشى عمدة المدينة في الساحة مع مجموعة من المستشارين وعندما يصلون إلى العمود الذي وضع عليه التمثال يقول العمدة :
العمدة _ يا الهي كم يبدو الأمير السعيد قبيحا ! .
المستشارون _ بالفعل .. كم هو قبيح .
العمدة – لقد سقطت الياقوتة من مقبض سيفه , واختفت عيناه ولم يعد ذهبيا . وأيضا هناك طائر ميت عند قدميه . يجب أن لا نسمح بوجود الطيور الميتة في هذه الأماكن .
يقومون بإنزال تمثال الأمير السعيد من فوق العمود .
أحد المستشارين _ انه لم يعد جميلا ولا مفيدا .
آخر _ يجب أن نرسله إلى الفرن الكبير لكي يصهر ونستفيد من معدنه .
عمدة المدينة _ يجب أن يكون لدينا تمثال آخر جديد . يجب أن يكون تمثالا لي . ثم يغادر العمدة .
يتشاجر المستشارون بينهم حيث يقول كل واحد : ولماذا لا يكون تمثالا لي أنا .
رئيس العمال في فرن صهر المعادن يلاحظ شيئا غريبا .
رئيس العمال _ كم هو شيء غريب . أن هذا القلب المكسور والمصنوع من الرصاص لم ينصهر بنار الفرن . علينا أن نرميه خارجا .
يقوم العمال برمي القلب خارجا ويسقط على كومة من التراب يظهر السنونو الميت فوقها .

تأتي مجموعة من أطفال المدينة يرتدون ملابس المدرسة الجميلة ويتجمعون حول زهور ملونة جميلة .
أحد الأولاد _ يالها من زهور جميلة وغريبة نبتت لوحدها في هذا المكان .
آخر _ قال لي أبى إن هذا هو نفس المكان الذي كان فيه السنونو الصغير الميت وقلب التمثال المكسور , ثم يقول للأولاد :

هنا .. هنا
قلب من الذهب انكسر
ومات معه طير
من اجل المحبة ومن اجل الخير
هنا .. هنا
قد نبتت زهور
تنشر الجمال والألوان
وتنشر العطور
وتقول للجميع
افعلوا الخير دائما
فهو لن يضيع
أبدا
الخير لن يضيع

انتهت

0 التعليقات:

إرسال تعليق